يواصل الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الاعتصام في اثنين من الميادين الكبرى في القاهرة، هما ميدان رابعة العدوية (شرق) وميدان نهضة مصر (غرب). ومنذ قرار الإطاحة بمرسي تحول الميدانان إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، بعد أن أحاطت بهما قوات أمنية من كل جانب، تحسبا لوقوع أعمال عنف أو اشتباكات مع ملايين المصريين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة للاحتفال بإنهاء حكم الرجل الذي تؤيده تيارات إسلامية والقادم من جماعة الإخوان المسلمين.
ووقعت اشتباكات بالفعل بين المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول وقوات من الأمن بمحيط مسجد رابعة العدوية، الليلة قبل الماضية، عقب عزل مرسي، وسط سماع صوت إطلاق نار. وتقول المصادر إن من بين المعتصمين قادة من الإخوان وإنه توجد مخاوف من وجود أسلحة مع المعتصمين.
وكشفت مصادر قيادية داخل عدد من الأحزاب الإسلامية الموالية لمرسي، من ميدان رابعة العدوية، عن وجود «قيادات دينية مع المعتصمين محاصرة». وقال نور أحمد (30 عاما) وينتمي لجماعة الإخوان المسلمين: «لن نترك ميدان رابعة العدوية، ونؤكد بطلان إجراءات عزل الرئيس مرسي». وأضاف أن أشخاصا يرتدون ملابس مدنية في نحو الساعة الثالثة من فجر أمس، أطلقوا النار من بنادق خرطوش وبنادق آلية على المتظاهرين، وأشعلوا النار في عدد من خيام المعتصمين بالميدان، مما أسفر عن سقوط قتيل وعشرات الإصابات نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى التأمين الصحي بشارع الطيران».
ودخل اعتصام ميدان رابعة العدوية يومه السابع أمس، وكانت القوى والتيارات الإسلامية وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قد نظمت تظاهرة حاشدة بميدان رابعة العدوية الجمعة الماضي لدعم شرعية الرئيس السابق، شارك فيها مؤيدون من عدة محافظات وضواح بالقاهرة في مسيرات كبيرة طافت أرجاء المناطق المحيطة، وقادها عدد من الدعاة التابعين للجماعة الإسلامية.
وتابع أحمد قائلا: «تم تشكيل لجان شعبية وجدار حجري على مدخل الاعتصام بشارع الطيران على مدار الساعة لمنع دخول الغرباء».
لكن مصدرا أمنيا، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «متظاهري التيار الإسلامي اعتدوا على بعض المواطنين من سكان المنطقة، وتم القبض على عدد منهم، وهم يحملون أسلحة خرطوش وأسلحة بيضاء، ويجري اتخاذ الإجراء القانونية بمعرفة الشرطة». وأكد المصدر أن تشكيلات أمنية حاصرت ميدان رابعة العدوية أمس، حتى لا تتفاقم الأمور خاصة مع إصرار المعتصمين على الوجود في الميدان.
وقال المتحدث العسكري العقيد أركان حرب، أحمد محمد علي، إن القوات المسلحة لم تستعمل العنف ضد المتظاهرين بميدان رابعة العدوية، وإن قوات التأمين المنتشرة في محيط الميدان تقوم بأعمال تأمين المتظاهرين وتأمين أرواح المصريين مثلهم مثل جميع المتظاهرين السلميين دون تفرقة.
ووسط انشغال غالبية المصريين بالاحتفال بعزل الرئيس مرسي نظم عدد من المتظاهرين الإسلاميين المؤيدين له أمس، استعراضات رياضية - شبه عسكرية - بمحيط مسجد رابعة العدوية، حيث ارتدوا الخوذ وحملوا العصي والدروع الحديدية ورددوا هتافات «حرية وعدالة.. مرسي وراه رجالة».
وفي السياق نفسه، قالت مصادر أمنية أخرى، إن «متظاهري ميدان النهضة بجامعة القاهرة، حطموا عددا من السيارات، وأطلقوا النار في الهواء عقب البيان الذي ألقته القوات المسلحة الليلة قبل الماضية»، وتقرر فيه عزل مرسي. وكشفت التحقيقات التي أجريت بإشراف المستشار أحمد البحراوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، عن أن المناوشات أسفرت عن إصابة 3 أشخاص بأعيرة نارية، وطلقات خرطوش في الساعات الأولى من صباح أمس، لكن شاهد عيان من داخل اعتصام الإسلاميين بميدان «النهضة»، ذكر أن مجهولين قاموا بإطلاق النيران بكثافة على المتظاهرين، وقام بعضهم بإشعال حرائق في حديقة الأورمان المجاورة، مما أسفر عن وقوع عشرات المصابين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق