السبت، 6 يوليو 2013
الجمعة، 5 يوليو 2013
الخميس، 4 يوليو 2013
الآلاف من مؤيدي مرسي يواصلون الاعتصام
يواصل الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الاعتصام في اثنين من الميادين الكبرى في القاهرة، هما ميدان رابعة العدوية (شرق) وميدان نهضة مصر (غرب). ومنذ قرار الإطاحة بمرسي تحول الميدانان إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، بعد أن أحاطت بهما قوات أمنية من كل جانب، تحسبا لوقوع أعمال عنف أو اشتباكات مع ملايين المصريين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة للاحتفال بإنهاء حكم الرجل الذي تؤيده تيارات إسلامية والقادم من جماعة الإخوان المسلمين.
ووقعت اشتباكات بالفعل بين المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول وقوات من الأمن بمحيط مسجد رابعة العدوية، الليلة قبل الماضية، عقب عزل مرسي، وسط سماع صوت إطلاق نار. وتقول المصادر إن من بين المعتصمين قادة من الإخوان وإنه توجد مخاوف من وجود أسلحة مع المعتصمين.
وكشفت مصادر قيادية داخل عدد من الأحزاب الإسلامية الموالية لمرسي، من ميدان رابعة العدوية، عن وجود «قيادات دينية مع المعتصمين محاصرة». وقال نور أحمد (30 عاما) وينتمي لجماعة الإخوان المسلمين: «لن نترك ميدان رابعة العدوية، ونؤكد بطلان إجراءات عزل الرئيس مرسي». وأضاف أن أشخاصا يرتدون ملابس مدنية في نحو الساعة الثالثة من فجر أمس، أطلقوا النار من بنادق خرطوش وبنادق آلية على المتظاهرين، وأشعلوا النار في عدد من خيام المعتصمين بالميدان، مما أسفر عن سقوط قتيل وعشرات الإصابات نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى التأمين الصحي بشارع الطيران».
ودخل اعتصام ميدان رابعة العدوية يومه السابع أمس، وكانت القوى والتيارات الإسلامية وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قد نظمت تظاهرة حاشدة بميدان رابعة العدوية الجمعة الماضي لدعم شرعية الرئيس السابق، شارك فيها مؤيدون من عدة محافظات وضواح بالقاهرة في مسيرات كبيرة طافت أرجاء المناطق المحيطة، وقادها عدد من الدعاة التابعين للجماعة الإسلامية.
وتابع أحمد قائلا: «تم تشكيل لجان شعبية وجدار حجري على مدخل الاعتصام بشارع الطيران على مدار الساعة لمنع دخول الغرباء».
لكن مصدرا أمنيا، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «متظاهري التيار الإسلامي اعتدوا على بعض المواطنين من سكان المنطقة، وتم القبض على عدد منهم، وهم يحملون أسلحة خرطوش وأسلحة بيضاء، ويجري اتخاذ الإجراء القانونية بمعرفة الشرطة». وأكد المصدر أن تشكيلات أمنية حاصرت ميدان رابعة العدوية أمس، حتى لا تتفاقم الأمور خاصة مع إصرار المعتصمين على الوجود في الميدان.
وقال المتحدث العسكري العقيد أركان حرب، أحمد محمد علي، إن القوات المسلحة لم تستعمل العنف ضد المتظاهرين بميدان رابعة العدوية، وإن قوات التأمين المنتشرة في محيط الميدان تقوم بأعمال تأمين المتظاهرين وتأمين أرواح المصريين مثلهم مثل جميع المتظاهرين السلميين دون تفرقة.
ووسط انشغال غالبية المصريين بالاحتفال بعزل الرئيس مرسي نظم عدد من المتظاهرين الإسلاميين المؤيدين له أمس، استعراضات رياضية - شبه عسكرية - بمحيط مسجد رابعة العدوية، حيث ارتدوا الخوذ وحملوا العصي والدروع الحديدية ورددوا هتافات «حرية وعدالة.. مرسي وراه رجالة».
وفي السياق نفسه، قالت مصادر أمنية أخرى، إن «متظاهري ميدان النهضة بجامعة القاهرة، حطموا عددا من السيارات، وأطلقوا النار في الهواء عقب البيان الذي ألقته القوات المسلحة الليلة قبل الماضية»، وتقرر فيه عزل مرسي. وكشفت التحقيقات التي أجريت بإشراف المستشار أحمد البحراوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، عن أن المناوشات أسفرت عن إصابة 3 أشخاص بأعيرة نارية، وطلقات خرطوش في الساعات الأولى من صباح أمس، لكن شاهد عيان من داخل اعتصام الإسلاميين بميدان «النهضة»، ذكر أن مجهولين قاموا بإطلاق النيران بكثافة على المتظاهرين، وقام بعضهم بإشعال حرائق في حديقة الأورمان المجاورة، مما أسفر عن وقوع عشرات المصابين.
مرسي واجه لحظة إخطاره بالعزل بالسخرية مما يجري
دخل ثلاثة من قيادات قوات الحرس الجمهوري إلى المقر الذي يقيم فيه الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لإبلاغه بقرار إقالته. كان مرسي يجلس مرتديا قميصا أبيض في ردهة واسعة تابعة لدار الحرس الجمهوري، مع نحو 20 من مساعديه، بينهم أحد أبنائه. حدث ذلك أثناء إلقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بيان الجيش والقوى السياسية والوطنية والدينية، بشأن تكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شؤون البلاد مؤقتا، لحين انتخاب رئيس آخر.
وحصلت «الشرق الأوسط» من مصادر في الحرس الجمهوري، على رواية تقول إن مرسي قابل لحظة إخطاره بالعزل بضحك متواصل و«هستيري»، وإنه أخذ يردد أن «ما يحدث انقلاب.. انقلاب». وبدا أنه غير مصدق وغير مستوعب لما يحدث.
وتابعت المصادر قائلة إن السيدة باكينام الشرقاوي، مساعدة الرئيس للشؤون السياسية انخرطت في موجة من البكاء والصراخ، وهي تلوح بيديها في وجه ضباط الحرس الجمهوري في إشارات على أن ما يقولونه للرئيس من أخبار غير صحيحة، وأن الرئيس لديه ما سيرد به على محاولة نزع شرعيته.
وقالت المصادر أيضا إن الرئيس مرسي حين دخل عليه ضباط الحرس الجمهوري للردهة كان جالسا على كنبة طويلة وليس بجواره أحد، بينما كان مساعدوه وابنه يجلسون على مقاعد في حلقة شبه دائرية من حوله، وإن رجال الحرس الجمهوري دخلوا من الباب الذي كان في مواجهة الرئيس. وأضافت المصادر أن الرئيس حين رأى الضباط يلجون من الباب وقف قبل الآخرين، وهو يبتسم لكن القلق كان باديا عليه، لكنه لم تكن حالته العامة توحي بأنه ينتظر قرارا بعزله. وقال، بعد أن جرى إبلاغه بأنه تم تكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا برئاسة الدولة بشكل مؤقت: ماذا؟ وانخرط في موجة من الضحك. ثم عاد وقال بصوت مرتفع: «هذا لا يمكن.. هذا انقلاب.. ما يحدث انقلاب.. انقلاب».
وتابعت المصادر موضحة أن الشريط المصور الذي ظهر لمرسي على «يوتيوب» بعد قرار عزله، وكان يتحدث فيه عن تمسكه بشرعيته، جرى تسجيله قبل يومين من إلقائه لخطاب إلى الشعب مساء يوم الثلاثاء الماضي، قائلة إن التسجيل تم بواسطة جهاز «آي بود» يخص أحد أفراد الحرس الجمهوري. وقالت المصادر إن هذا الشريط المصور نقل إلى قادة في الجيش مساء يوم الاثنين الماضي، وأن مرسي حين طلب أن يلقي كلمته إلى الشعب مساء يوم الثلاثاء، تم إخطار الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مشيرة إلى أن قادة في الجيش قرروا السماح لمرسي بإلقاء الكلمة بعد أن شاهدوا مضمون التسجيل الأول، حيث ظهر بعد ذلك أن خطاب الثلاثاء لم يختلف كثيرا عن مضمون الكلمة الأولى المسجلة بالـ«آي بود».
وأضافت المصادر أن قوات الحرس الجمهوري كانت تحتفظ بمرسي داخل دار الحرس الجمهوري منذ يوم الأحد الماضي، بتعليمات من الجيش «من أجل حمايته»، لكن الرئيس كان يستشعر خطورة الأمور التي تجري من حوله. كما أنه «لم يكن لديه ما يفعله غير التشاور مع عدد من مساعديه المقربين مثل الدكتور عصام الحداد مساعده للشؤون الخارجية، والسيدة باكينام».
وفور إعلان بيان السيسي تحفظت قوات الحرس الجمهوري على مرسي. وقالت المصادر إنه بالنسبة لمساعدي الرئيس وابنه، فإن التعامل معهم لم يجر على يد الحرس الجمهوري وإنما «أمرهم متروك للسلطات الأمنية الأخرى، في حال وجود أي مخالفات تخص أيا منهم». وقالت إن مرسي ما زال تحت التحفظ «تمهيدا للتحقيق معه في عدة قضايا تخص الأمن القومي المصري».
عيون المصريين تستشرف المستقبل بعد إزاحتهم للإخوان
عاش المصريون أول من أمس ليلة تاريخية من الفرح والنصر، نفضوا في طقوسها - التي امتدت حتى الصباح بالرقص والغناء والزغاريد في شوارع وميادين المدن والقرى والنجوع - غبار عامين ونصف من الفوضى الأمنية والارتباك السياسي، وتفاقم الأزمات المعيشية. واستعادوا بقوة زخم ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام وصفوه بـ«المستبد» جثم على صدورهم طيلة ثلاثين عاما، وصححوا مسارها المعوج بانتفاضة شعبية أذهلت العالم في 30 يونيو (حزيران) الماضي ضد حكم الإخوان المسلمين.
كان لافتا في الشوارع عودة البسمة لوجوه الأطفال والشباب والشابات والرجال والنساء والشيوخ، وهم يطوحون بالأعلام والرايات، ويطلقون الهتافات والألعاب النارية، بينما تحلق مجموعات من طائرات الجيش في السماء وترسم بغلالات من الدخان الأسود والأبيض والأحمر علم مصر.
وفي المقاهي والمنتديات العامة تجمع المئات أمام شاشات التلفزيون يتابعون الأخبار، ويهللون على إيقاع الأغاني الوطنية، وفي أحياء كثيرة قدمت المقاهي المشروبات بالمجان لروادها ابتهاجا بالنصر، كما قام عدد من المولات الكبرى في القاهرة وضواحيها بعمل تخفيضات في الأسعار وصلت إلى النصف في بعضها، وعجت هذه المولات بالموسيقى والأغاني الوطنية.
ولم يكترث أغلب المصريين بالاختناق المروري الذي شل حركة المرور في الشوارع والميادين الرئيسة المكتظة بالبشر ومظاهر الاحتفالات، فركن الكثير منهم سياراتهم الخاصة، وانخرطوا وسط الحشود.
«حالة مصرية بامتياز».. هكذا تصف شوقية أحمد، سيدة أربعينية، تعمل باحثة بالمركز القومي للبحوث، وهي تتمايل مع طفليها بأعلام مصر وسط حشود من المصريين أمام المول بمدينة الشيخ زايد بضواحي الجيزة. وتقول: «بكيت وأنا أستمع للبيان التاريخي الذي ألقاه الفريق السيسي وزير الدفاع.. أنا فخورة بكوني مصرية.. وممتنة لحركة تمرد وشباب مصر الرائع الأصيل.. كنا جميعا في اختبار حياة أو موت.. الحمد الله انزاحت الغمة والكابوس.. صدقني مصر من الآن ستنطلق إلى الأفضل والأجمل».
على بعد خطوات منها لفت نظري شاب ملتح ممسكا بلافتة «أنا باكره الإخوان أنا مصري أنا إنسان.. تحيا مصر». سألته، فرد قائلا: «أنا اسمي عادل، محاسب ومتخرج من كلية التجارة من خمس سنوات. والمسألة ليست كراهية، وإنما أنا أتقي الشبهات.. الإخوان جشعون، وكذابون وليس لهم عهد، كل همهم السلطة فقط، ومصالح الجماعة في الداخل والخارج.. وقدموا لنا أسوأ نموذج للحكم في التاريخ، وضحكوا على الشعب، وخانوا الأمانة والمسؤولية».
ثم أردف الشاب قائلا، وقد انفرجت أسارير وجهه: «اليوم بعد أن صححنا مسار ثورتنا وأسقطنا هذا الحكم بإرادتنا الشعبية وبإخلاص جيشنا الباسل وعادت لنا شرطتنا في ولادة جديدة، أنا مستعد أن أقبلهم وأتعايش معهم، فهم شركاء في هذا الوطن، لكن عليهم أن يغيروا من سياسة السمع والطاعة، ومن منهج الإقصاء، وكأنه لا أحد غيرهم في الوطن».
شرارة هذا الوعي الوطني الذي تحدث به الشاب عادل كانت قاسما مشتركا، وبدرجات متفاوتة بين أعداد كبيرة من المصريين.. فعلى الرغم من مظاهر الفرحة، فإن عيونهم مشدودة إلى المستقبل، كل يفكر فيه بطريقته وهمومه الخاصة، لكن «من أجل الوصول في النهاية بمركب الوطن إلى بر السلامة»، على حد قول محمد القط وهو صيدلي شاب، يرى أن سياسة الإقصاء آفة، بل جريمة في حق الإنسان مهما كانت توجهاته ومشاربه السياسية والفكرية. ويوضح القط بقوله: «هذه السياسة هي التي أسقطت برأيي حكم الإخوان، فهم أولا رفعوا شعار (مشاركة لا مغالبة)؛ ثم سعوا بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إلى أن يستولوا على المشهد كله، وأن يصبح الوطن مجرد إقطاعية من أجلهم فقط».
وبنبرة حماس يتابع القط: «أنا مع خارطة المستقبل التي وضعها الجيش بتوافق كل القوى والتيارات السياسية والدينية، وأتصور أنه أصبح واجبا على كل المصريين أن يسعوا لإنجاح هذه الخارطة، لأنها بالفعل طوق نجاة للوطن ولنا جميعا».
أما عم حسن، بائع خضر بحي ميت عقبه الشعبي بالجيزة، فقد رشق علم مصر بين أكوام الطماطم والبطيخ والعنب والخيار.. وقبل أن أسأله بادرني قائلا: «تفضل نقي اللي يعجبك.. النهار ده عيد مصر.. كلنا فرحانين.. مش مهم الفلوس». وحين عرف أنني صحافي ارتجاني أن «أكتب الكلمتين دول»، قال عم حسن: «مصر ليس لها غير أخواتها العرب، الأميركان والأوروبيون غرباء عنا، كل ما يهمهم مصالحهم وبس.. مصر مرجعتش للمصريين فقط.. بل رجعت للعرب، ربنا يديم الفرح علينا كلنا».
ومن بين اللافتات العديدة التي غمرت احتفالات المصريين تصدرت صورة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي المشهد، حيث يرى الكثيرون أنه أصبح رمزا وبطلا قوميا، وأنه نجح في أن يخوض الجيش بقيادته أدق اختبار شعبي تعرض له على مدار تاريخه العريق.. فحسبما تقول نيفين، وهي طبيبة أسنان شابه، تقطن أحد الأحياء المتميزة بمدينة السادس من أكتوبر: «كان يمكن للفريق السيسي أن يهنأ بما حصل عليه ويكتفي به، فقد أصبح وزيرًا لدفاع مصر وقائدًا عامًا لقواتها المسلحة، وحصل على امتيازات دستورية تحصن منصبه وقواته من عبث تيار الإسلام السياسي بمقدرات البلاد التاريخية.. لكنه وفي لحظة فارقة من تاريخ مصر ضرب بتوجهات أميركا، التي ترغب في استمرار نظام حكم الإخوان لأسباب أهمها المحافظة على أمن إسرائيل، وتقليم أظافر حماس، وتغذية استمرار الشقاق الفلسطيني. لكنه اختار الانحياز إلى إرادة وأشواق الأغلبية الكاسحة من المصريين، الذين خرجوا بالملايين إلى الشوارع مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، متحملا عواقب قراره الجريء والاستثنائي برأيي، غير عابئ بما قد يجره عليه من مشكلات».
وتبتسم طبيبة الأسنان الشابة وهي تتابع: «أنا أعتبر ما حدث وانزياح كابوس الإخوان ولادة جدية للكرامة المصرية ولثورة 25 يناير التي كان شعارها عيش، حرية، عدالة اجتماعية».
لم ترافق صورة الفريق السيسي مظاهر الحفاوة والاعتزاز فقط في أفراح المصريين، بل أيضا رافقتها حالة من الدهشة طفت على السطح بنكهة مصرية أصيلة.. عاطف عبد العزيز، وهو شاعر وكاتب صحافي صادفته بأحد المقاهي منغمسا في الأفراح، يعلق على هذا المشهد قائلا: «حجم الحزن الحادث في وسط صانعي القرار في أميركا مدهش، وعدم تصديق سرعة إيقاع الأحداث، حتى إن مذيعة في (سي إن إن) متعجبة أن اليوم تنتقل السلطة في أقل من 24 ساعة إلى رئيس (مدني مؤقت) دستوري؛ حتى قبل أن تتخذ الإدارة الأميركية قرارا بشأن ما حدث في مصر بالأمس، حيث إنها الآن لا تستطيع الادعاء الآن أنه انقلاب عسكري!».
يتابع عاطف، وهو يشد بانتشاء أنفاسا متتالية من دخان النرجيلة: «السيسي يدهش العالم، رجل المخابرات الحربية، ومن قبلها رجل القوات الخاصة، يثبت للعالم أن في مصر عقليات جبارة، تستطيع التخطيط والتنفيذ بدقة عالية وبدهاء بالغ، عند التعامل مع الأحداث الجسام ومع المؤامرات التي تحاك ضد مصر».
اعتقال رموز جماعة الإخوان بمصر
بدأت السلطات الأمنية والقضائية المصرية في ملاحقة قادة جماعة الإخوان المسلمين ورموز النظام الإخواني السابق، بعد قرار الجيش بعزل محمد مرسي من رئاسة الجمهورية، عقب انتفاضة شعبية ضخمة يوم أول أمس. وجاء على رأس قائمة المعتقلين المرشد العام السابق للجماعة مهدي عاكف، وسعد الكتاتني رئيس البرلمان المنحل، ورئيس حزب الحرية والعدالة.
وصدر أمس حكم بحبس رئيس الوزراء السابق هشام قنديل، بينما تناقلت الروايات أمس نبأ اعتقال المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع في مدينة مرسى مطروح شمال غربي البلاد، لكن اللواء هاني عبد اللطيف، وكيل الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، نفى لـ«الشرق الأوسط» هذا الأمر، قائلا «جار تتبعه لكن لم يتم القبض عليه حتى الآن». وأكد اللواء عبد اللطيف القبض على عاكف والحرس الخاص به بمحافظة القاهرة وبحوزتهم 4 قطع أسلحة نارية.
وقالت مصادر في مرسي مطروح إن بديع يتحصن في قرية أندلسية في المدينة الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر شمال غربي القاهرة، ومعه مسلحون من جماعة الإخوان بأسلحة ثقيلة، وفقا للمصادر التي لم يتسن التأكد من صدق روايتها في حينها، إلا أن مصادر عسكرية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين من التيار الإسلامي يعتقد أنهم من جماعة الإخوان، شنوا هجوما بأسلحة رشاشة وقذائف صاروخية على مواقع أمنية في المدينة، مما أدى إلى سقوط نحو 4 من المهاجمين واثنين من قوات الأمن.
وكانت النيابة العامة قد أصدرت أمرا باعتقال بديع ونائبه خيرت الشاطر وعدد من قيادات الجماعة، وذلك لاتهامهم بالتحريض على قتل المتظاهرين السلميين أمام مقر مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بضاحية المقطم في الأيام الماضية، والتحريض على العنف وتكدير الأمن والسلم العام. وفي السياق نفسه، تم أمس إيداع الدكتور سعد الكتاتني، ومحمد رشاد بيومي نائب المرشد العام للجماعة، في منطقة سجون طرة، بعد أن تم إلقاء القبض عليهما أول من أمس في ضاحية السادس من أكتوبر والجيزة. وأصدر المستشار ثروت حماد، مستشار التحقيق المنتدب من وزير العدل، قرارا بإدراج اسم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهو عضو سابق في مكتب إرشاد الجماعة ورئيس سابق لحزبها (الحرية والعدالة)، وثمانية آخرين من قيادات الجماعة ومناصريها الكبار، على قوائم المنع من السفر، والتحقيق معهم يوم الاثنين المقبل في اتهامهم بإهانة السلطة القضائية ورجالها. والمتهمون في هذه القضية طبقا لوكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية هم: محمد مرسي، سعد الكتاتني، محمد البلتاجي، مهدي عاكف، صبحي صالح، جمال جبريل، طاهر عبد المحسن، عصام سلطان، محمد العمدة.
وجاء قرارات حماد في ضوء التحقيقات التي يباشرها في البلاغات المحالة إليه والتي كان مقدموها قد تقدموا بها للنائب العام ثم أحيلت إليه باعتباره مستشار التحقيق المختص والمنتدب للتحقيق في تلك الوقائع. وقد أشارت البلاغات إلى أن المتهمين أهانوا السلطة القضائية ورجالها عبر العديد من وسائل الإعلام، إلى جانب خطاب الرئيس السابق الذي أهان فيه السلطة القضائية. وبالفعل ألقت قوات الأمن القبض على محمد العمدة عضو مجلس الشعب المنحل، أمس، للتحقيق معه بتهمة إهانة القضاء والتأثير على رجال القضاء.
من جهة أخرى، قالت مصادر قضائية إن حكما نهائيا صدر أمس من محكمة جنح مستأنف الدقي، بتأييد حبس رئيس الوزراء هشام قنديل سنة وعزله من الوظيفة، بعدما أدانته بالامتناع عن تنفيذ حكم قضائي بعودة شركة «النيل» إلى شركة «حلج الأقطان» التي كانت أسهمها بيعت للقطاع الخاص في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
أحمدي نجاد يدافع عن مستوى الحريات
طهران - لندن: «الشرق الأوسط»
دافع الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد أمس عن «المستوى العالي للحريات» الذي اتسمت به ولايتاه الرئاسيتان (2005 - 2013)، وذلك في حديث بثه التلفزيون نأى خلاله بنفسه عن بقية فصائل الحكم.
دافع الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد أمس عن «المستوى العالي للحريات» الذي اتسمت به ولايتاه الرئاسيتان (2005 - 2013)، وذلك في حديث بثه التلفزيون نأى خلاله بنفسه عن بقية فصائل الحكم.
وقد انتخب حسن روحاني المعتدل في 14 يونيو (حزيران) الماضي من الجولة الأولى ليخلف أحمدي نجاد الذي لم يكن يمكنه الترشح لولاية ثالثة على التوالي.
وقال أحمدي نجاد في الحديث الذي دافع فيه عن السياسة التي انتهجها منذ انتخابه في 2005 أن «أعلى مستوى من احترام الحريات (حصل) في عهد حكومتي». وقد شابت إعادة انتخابه في 2009 احتجاجات على التزوير تلاها قمع المحتجين.
وندد حينها المرشحان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي بعمليات تزوير مكثفة ودعوا أنصارهما إلى التظاهر. لكن حركة الاحتجاج قمعت بشدة واعتقل المئات من المحتجين - بين مسؤولين إصلاحيين وصحافيين وناشطين من المجتمع المدني - وما زال موسوي وكروبي قيد الإقامة الجبرية منذ 2011.
وأوضح أحمدي نجاد «لم يوبخ أحد أو يحاكم لأنه انتقد الحكومة» ملقيا المسؤولية على عاتق بقية فصائل النظام الإيراني الذي يقوده المرشد الأعلى آية الله خامنئي.
كذلك دافع عن حصيلة حكومته التي اضطرت إلى إدارة البلاد «في ظروف صعبة جدا» بينما تخضع إيران إلى عقوبات دولية بسبب عودتها إلى البرنامج النووي المثير للجدل منذ 2005.
وتتهم الدول الغربية وإسرائيل إيران بمحاولة حيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج مدني لتطوير الطاقة النووية وهو ما تنفيه طهران، وشدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة في 2012 بفرض حظر نفطي ومصرفي على إيران.
وقال أحمدي نجاد إن «الأميركيين يهددون يوميا والوضع الاقتصادي يتأثر بالأزمة الدولية بينما تواجه إيران عقوبات ظالمة أحادية الجانب وكانت حكومتي تخضع لضغوط داخلية».
وقال أيضا «لم يكن لي منذ وقت طويل دور في المفاوضات النووية» مع الدول الكبرى في مجموعة خمسة زائد واحد (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا) المتعثرة منذ عدة أشهر، وآية الله خامنئي هو من يملك الكلمة الفصل في ملفات إيران الاستراتيجية بما فيها النووي.
وأقر الرئيس الإيراني الذي تعرض خلال الحملة الانتخابية إلى انتقادات حول سوء إدارته الاقتصاد، بأن العقوبات التي تسببت في تجاوز التضخم الـ30% وارتفاع البطالة وانهيار قيمة الريال بالثلثين تقريبا «أدت إلى أوقات عسيرة للبلاد».
وكان أحمدي نجاد يتحدث بعد عودته إلى طهران بعد زيارة إلى روسيا التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة تعتبر الأخيرة قبل أن تنتهي ولاية أحمدي نجاد الرئاسية. وكان الملف النووي على رأس المحادثات خلال تلك الزيارة. وقال دبلوماسي روسي كبير أمس إن بلاده قلقة من عدم إحراز تقدم في تنظيم محادثات جديدة بين إيران وست قوى عالمية بخصوص برنامج طهران النووي رغم فوز شخصية معتدلة نسبيا في انتخابات الرئاسة الإيرانية.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن المساعي الدبلوماسية التي بدأت بعد فوز حسن روحاني بإيران والرامية إلى تنظيم جولة جديدة من المحادثات لم تحرز أي تقدم.
وقال ريابكوف لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية: «ليس هناك اتفاق حاليا حول مكان وزمان الجولة التالية. وهذا يقلقنا» وأضاف: «بعد انتخاب الرئيس الإيراني كثفنا العمل للإعداد لجولة جديدة من المحادثات ولكن هذا العمل لا يجري بشفافية حتى الآن». وانتعشت الآمال الدولية في حل الخلاف النووي بعد انتخاب روحاني الذي تعهد بتبني نهج في العلاقات الخارجية أكثر تصالحا من النهج الذي اتبعه سلفه محمود أحمدي نجاد.
وتقول إيران إن غرضها من تخصيب اليورانيوم مقصور على إنتاج الوقود اللازم لتشغيل شبكة من محطات الطاقة النووية إلى جانب الاستخدام في الأغراض الطبية. غير أن اليورانيوم المخصب يوفر أيضا المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنابل نووية إذا جرى تخصيبه بدرجة أعلى الأمر الذي يثير مخاوف الغرب من أن يكون ذلك هو هدف طهران.
روحاني يلتقي المراجع الدينية العليا في إيران
التقى الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني أمس مع عدد من آيات الله، المراجع الشيعية الأكثر نفوذا في مدينة قم، جنوب طهران، لتتحول زيارة رئيس الدولة إلى قم تقليدا لإظهار الولاء وتأكيد احترام القيادة السياسية للرموز الدينية المتركزة في المدينة.
روحاني، وهو رجل دين أيضا عمل في مناصب متوسطة وعليا في الإدارات الإيرانية المتعاقبة منذ عام 1979. معروف داخل الدوائر الدينية في قم.
وقد شدد روحاني خلال الزيارة على عزمه حل المشاكل المعقدة والصعبة التي تواجه إيران بدعم الإيرانيين والمرشد الأعلى وآيات الله الذين يتمتعون بسلطة روحية كبيرة.
وقال في لقائه مع آية الله زانجاني في قم أمس: «سنتجاوز العقبات واضعين في اعتبارنا صبر الإيرانيين ومقاومتهم».
وفي اجتماعه مع آية الله مكارم شيرازي، قال روحاني إن «حكومته ستقيم علاقة منتظمة ودائمة مع الحوزة، وبشكل خاص الحوزة في قم. هذا يعني إقامة علاقة قوية مع آيات الله العظمى الذين يمكن أن تشكل شبكاتهم من الأتباع والمؤيدين عونا كبيرا للرئيس. ويبدو روحاني عازما على الحصول على الدعم الذي يحتاجه لإدارة وتجنب الفشل الذي مني به محمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد اللذين لم يتمكنا من بناء تحالف قوي مع المؤسسة الدينية الشيعية القوية.
وقال روحاني خلال لقائه مكارم شيرازي: «ستتولى الحكومة الحادية عشرة مقاليد الحكم في أوقات بالغة الصعوبة، ومن ثم فسوف تكون بحاجة إلى الدعم».
كما التقى روحاني آية الله صافي جولابايجاني، رجل الدين المفوه الذي يمتلك وجهة نظر قوية بشأن القضايا السياسية والدولية. وقال روحاني خلال الاجتماع: «نحن بحاجة إلى بذل الجهود لرفع الآمال في قلوب الإيرانيين، اجعلوا الشباب يزداد تعلقا بالقرآن والمعرفة الدينية وعززوا الوحدة بين المسلمين».
وفي لقاء آخر مع آية الله موسوي آردابيلي، رجل الدين البارز المؤيد للإصلاح، عبر الرئيس المنتخب عن أمله في أن تتمكن حكومته من حل المشكلات الداخلية والخارجية التي تواجهها البلاد عبر علاقة بناءة مع آيات الله والرموز الدينية الأخرى.
وتمكن روحاني أيضا من الاجتماع بآية الله نوري حامداني وآية الله جعفر سبحاني، رجلي الدين المحافظين، حيث أكد خلال اللقاء على برنامجه الانتخابي لدى توليه السلطة في الثالث من أغسطس (آب).
ويتوقع أن يلتقي روحاني مع أعضاء مجلس الخبراء، المؤلف من ثمانين عضوا إضافة إلى رجال دين يتم انتخابهم كل ثماني سنوات والمكلفين بتعيين المرشد الأعلى والرقابة على تصرفاته، المقيمين في قم.
هوة بين الزمن السياسي و«الاقتصادي» تشكل عامل إعاقة بالنسبة للمغرب
انتقد المركز المغربي لدراسة الظرفية حالة الجمود والانتظارية التي يعيشها الاقتصاد المغربي بسبب تجميد الإصلاحات وارتباك العمل الحكومي. وقال حبيب المالكي، رئيس المركز، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، خلال مؤتمر صحافي نظم مساء أول من أمس في الدار البيضاء «هناك هوة بين الزمن السياسي والزمن الاقتصادي تشكل عامل إعاقة بالنسبة للمغرب». وزاد قائلا: «هناك الكثير من التساؤلات فقد جرت مراجعة موازنة الحكومة بطريقة مقنعة عبر تجميد جزء من موازنة الاستثمارات. كما تم الإعلان عن إصلاحات كبيرة تتطلب السرعة والتشاور. غير أن كل شيء توقف في سياق صعب يتطلب سرعة كبيرة في التفاعل».
وقال المالكي إن المغرب لم يستطع حتى الآن الاستفادة من المزايا الكبيرة التي يتوفر عليها والفرص المهمة التي أصبحت متاحة بسبب التحولات التي عرفتها المنطقة.
وأضاف المالكي «المغرب أصبح يتمتع بجاذبية أكبر كونه البلد الوحيد الذي ينعم بالاستقرار في منطقة متوترة.
لكننا للأسف لم نعرف حتى الآن كيف نستفيد من ذلك، وما زلنا نفتقد لثقافة الإصلاح التي تعتبر أساس كل استراتيجية للتنمية السريعة».
وتوقع المركز المغربي لدراسة الظرفية الاقتصادية أن يحقق المغرب نموا اقتصأديا بمعدل 4.9% خلال العام الحالي، مقابل 2.7% خلال السنة الماضية. غير أن المركز حذر من ضعف انعكاس هذا الارتفاع في معدل النمو الاقتصادي على مستوى التشغيل والبطالة في المغرب بسبب هيمنة القطاع الزراعي، ودعا إلى مراجعة السياسة التنموية للمغرب وإعطاء الأولوية للتنمية الصناعية.
وقال المالكي «هذه من المفارقات الخاصة بالمغرب. ففي الاقتصاديات الصناعية عندما يتضاعف معدل النمو تكون النتيجة الطبيعة انتعاشا كبيرا في سوق العمل. أما في المغرب فلدينا نمو من دون تشغيل». ويرى المالكي أن سبب هذه المفارقة هو الارتباط الكبير لوتيرة النمو الاقتصادي في المغرب بالإنتاج الزراعي الذي يتميز بالتفاوت الشديد في حجم الإنتاج من سنة إلى أخرى حسب التقلبات المناخية، إضافة إلى أن العمل الناتج عن ارتفاع المحصول الزراعي يكون ذا طابع موسمي وغير منتظم.
وأضاف المالكي أن هذا الارتباط بين معدل النمو الاقتصادي وحجم الإنتاج الزراعي يفسر الفوارق الكبيرة بين نسب النمو التي يحققها المغرب من سنة إلى أخرى والتي تتجاوز في الغالب نسبة 2%، في حين أن فارق معدل النمو من عام إلى آخر في الاقتصاديات الصناعية يكون أقل من 1%.
وشكك المالكي في الإحصائيات الرسمية لمستوى البطالة في المغرب، والتي تصدرها المندوبية السامية للتخطيط، وقال: «هذه الإحصائيات مثيرة للجدل رغم المجهود الذي بدلته المندوبية السامية للتخطيط خلال السنوات الأخيرة من أجل تحديث وتدعيم جهازها الإحصائي. فنحن في المركز لا نفهم كيف أن معدل البطالة الرسمي في الوسط القروي لا يتجاوز 2%. هناك سوء تقدير لمعدل البطالة في الوسط القروي، وهو ما يفسر كون معدل البطالة العام على المستوى الوطني منخفض ويتراوح بين 9 و11%». وأضاف المالكي «من الضروري في نظرنا مراجعة آليات إحصاء معدل البطالة في الوسط القروي، لأنه من الصعب وضع سياسة تشغيل ناجعة من دون تقدير جيد لحجم البطالة ومستوى التشغيل».
نائب وزير الدفاع السعودي يزور وحدات الأمن البحرية الخاصة بالأسطول الشرقي
تفقد الأمير فهد بن عبد الله بن محمد نائب وزير الدفاع السعودي أمس وحدات مشاة البحرية، ووحدات الأمن البحرية الخاصة بالأسطول الشرقي، ومدرسة مشاة البحرية، في إطار زيارته لوحدات من القوات المسلحة بالمنطقة الشرقية. وكان في استقباله قائد الأسطول الشرقي اللواء بحري ركن إبراهيم بن ناصر المغلوث، وكبار الضباط. واستمع إلى إيجاز عن مهام وواجبات وتنظيم وإمكانات مشاة البحرية بالأسطول الشرقي، وصافح الضباط والأفراد، كما تجول على معدات وآليات وأسلحة وحدات مشاة البحرية بالأسطول، واستمع إلى شرح مفصل عما تمتلكه من إمكانات فاعلة لتحقيق جميع المهام الموكلة للوحدات بكل إتقان، وشملت الجولة هناقر معدات وحدات الأمن البحرية الخاصة؛ حيث صافح فرق الضفادع البشرية والغواصين، وشاهد الزوارق والمعدات الخاصة من نواظير ومظلات وقناصة ومعدات اقتحام، وطائرات من دون طيار، وما تمتلكه من قدرات تمكنها من أداء مهامها البحرية ليلية ونهارية بكفاءة عالية. وزار نائب وزير الدفاع قيادة وحدات الأمن البحرية الخاصة بالأسطول الشرقي، واستمع إلى إيجاز عن مهام وواجبات وتنظيم وقدرات الوحدات، واستمع إلى إيجاز عن دور مدرسة وحدات الأمن البحرية الخاصة في تدريب وتخريج كوادر تخدم القوات البحرية. وزار بعدها مدرسة مشاة البحرية، كما استمع إلى إيجاز عن مهام ومناهج ودورات المدرسة التي تعمل على تأهيل ضباط وأفراد القوات البحرية ورفع كفاءتهم العملياتية.
وفي ختام الجولة سجل نائب وزير الدفاع كلمات في دفاتر الزيارات لمدرسة المشاة وقيادة الأسطول الشرقي، أعرب فيها عن سعادته بما شاهده، وقدم الشكر لخادم الحرمين الشريفين على ما يقدمه من دعم ورعاية، كما حضر حفل الغداء المعد بهذه المناسبة. وقد رافقه خلال الجولة قائد المنطقة الشرقية اللواء الركن علي بن عيسى عسيري.
معاون وزير العمل في دمشق والمعارضة تناشد المجتمع الدولي وقف الإبادة بحمص
واصل الطيران النظامي السوري أمس قصف أحياء حمص المحاصرة، حيث تعرض حيا القصور وجورة الشياح للقصف تزامنا مع اشتباكات عنيفة على أطراف حيي باب هود والخالدية الخاضعين لسيطرة قوات المعارضة: «وذلك بعد ساعات من انفجار عبوة ناسفة بحي البرامكة وسط العاصمة السورية دمشق».
كما سقطت قذائف بالعباسيين وشارع بغداد، ما أسفر عن سقوط ضحايا، وقال ناشطون إن «عبوة ناسفة انفجرت في سيارة بمنطقة زقاق الجن بالبرامكة بدمشق، ما أسفر عن جرح شخص، تبين لاحقا أنه معاون وزير العمل راكان إبراهيم»، الأمر الذي أكدته لاحقا وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر بقيادة شرطة دمشق، وذلك بالقول «إن عملا إرهابيا أدى إلى إصابة إبراهيم بجروح نقل على أثرها إلى المشفى إضافة إلى إلحاق أضرار مادية بالسيارة».
وفي دمشق أيضا، تمكنت القوات النظامية من إحراز تقدم في منطقة الكراجات «البولمان» والتي يسيطر عليها الجيش الحر منذ شهور، وقال شهود عيان إن «القوات النظامية تقدمت وسيطرت على مبنى (إل جي) للإلكترونيات ومستودع الغاز ومعمل الصابون وعدة نقاط أخرى بعد انسحاب مفاجئ للواء المعارض المقاتل هناك».
أما في مدينة حمص، فأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «القوات النظامية لم تتمكن بعد من اقتحام هذه الأحياء أو التقدم في داخلها»، وأعلن ناشطون معارضون أن «ما يقارب 30 منزلا تم تدميرهم جراء تصعيد الجيش النظامي ضد حمص»، وأشاروا إلى «رمي القوات النظامية 3 أسطوانات أوكسجين على جبهة القصور و13 صاروخ راجمة على أحياء جورة الشياح والقصور، إضافة إلى 7 دبابات من نوع تي 72 - 62 تقوم بقصف الجبهات الأمامية لمحاولة اقتحام المدينة». وقال أحد الناشطين الميدانيين إن «القوات النظامية حاولت اقتحام حي الخالدية من جهة المدرسة الأموية»، فيما أفادت شبكة شام المعارضة عن «قيام السلاح الجوي التابع للقوات النظامية بتنفيذ غارتين على أحياء الخالدية والقصور وجورة الشياح».
ووفقا لـ«سانا»، سيطر الجيش النظامي «على عدد من الأبنية في حي باب هود بمدينة حمص القديمة»، مضيفة أن تم إيقاع قتلى ومصابين من «إرهابيين قرب مشفى الأمل في جورة الشياح وقرب مدرسة خديجة الكبرى في حيي القصور والخالدية».
وبدأ الجيش النظامي منذ بداية الأسبوع الحالي حملة عسكرية واسعة لاقتحام أحياء حمص القديمة، وذلك عقب سيطرة الجيش مدعوما بمقاتلين من حزب الله اللبناني مؤخرا على مدينتي القصير وتلكلخ بريف حمص. ومع استمرار حصار حمص، وجه الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون نداء عاجلا لهيئة الأركان وللجيش الحر والمنظمات الدولية: «من أجل مدينة حمص التي ترزح تحت قصف عنيف وهجوم شامل من جيش النظام، بهدف تدمير المدينة وتهجير السكان وتغيير الهوية الوطنية».
ودعا غليون هيئة أركان الجيش الحر إلى أن «تتحمل كامل مسؤولياتها، وتقدم للثوار ما يحتاجونه من سلاح وذخيرة»، كما دعا «جميع كتائب الجيش الحر، في ريف حمص والقلمون وما يجاورها، لنصرة إخوتهم المحاصرين، لتجنيب حمص عمليات الإبادة الجماعية والقتل والتهجير».
وتساءل غليون عن «دور المجتمع الدولي تجاه القضية السورية» وقال: «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يكتفي ببيانات الإدانة اللفظية، إزاء نظام أظهر استهتارا لا يوصف بحياة الإنسان، وبمصالح سوريا ومستقبل أبنائها»، مناشدا الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتجمع أصدقاء الشعب السوري، والأمم المتحدة «اتخاذ إجراءات فورية لوقف عمليات التطهير السكاني، والإبادة الجماعية، وسياسة الأرض المحروقة التي يمارسها النظام في حمص».
في المقابل، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن «الدول المعادية لسوريا أطلقت حملات تضليل وافتراء، ضد الحكومة على خلفية الأعمال العسكرية الجارية لاستعادة الأمن في مدينة حمص». وأشار في تصريح إلى أن «الحكومة السورية طلبت من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل رسمي اليوم، إرسال قافلة مساعدات إنسانية بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، لإغاثة المدنيين المحاصرين في حمص القديمة الذين تتخذهم المجموعات الإرهابية المسلحة دروعا بشرية، والعمل على إجلائهم من تلك المناطق عبر ممرات آمنة يتم توفيرها لهذا الغرض».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طالب الأطراف المتنازعة بإفساح المجال لنحو 2500 مدني محتجزين في حمص بمغادرتها وتلقي المساعدات.
في موازاة ذلك، أعلن الجيش الحر سيطرته على نحو 80% من حي الراشدين الاستراتيجي في مدينة حلب والواقع على خطوط إمداد القوات النظامية. وتأتي هذه السيطرة بعد أسبوع على أطلاق كتائب المعارضة «معركة القادسية» لتحرير أحياء حلب التي ما زال نظام الأسد يسيطر عليها. ودارت اشتباكات عنيفة بين عناصر المعارضة والقوات النظامية في أحياء سيف الدولة والإذاعة وصلاح الدين وبستان القصر، كما يتعرض حي قسطل حرامي ومنطقة تراب الغرباء لقصف من قبل القوات النظامية.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة «حملة شعار الصحافة» غير الحكومية مقتل 56 صحافيا في 23 دولة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 2013. إضافة إلى ازدياد عمليات اختطاف الصحافيين. وأشارت المنظمة إلى أن هناك 7 صحافيين أجانب رهن الاعتقال أو في عداد المفقودين في سوريا وهم: فرنسيان وأميركيان وألماني وفلسطيني. وانتشرت عادة خطف الصحافيين في سوريا كما كان الحال في العراق بين عامي 2003 و2006. وحسب التعداد الذي أجرته المنظمة غير الحكومية منذ مطلع العام، تعتبر باكستان البلد الأكثر خطورة حيث شهدت سقوط 10 ضحايا وبعدها سوريا 8 قتلى ومن ثم الصومال والبرازيل في المرتبة الثالثة مع 5 قتلى في كل منهما.
الخليج تهنئ الرئيس منصور وتؤكد مساندتها لخيار الشعب المصري
أعرب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، عن خالص التهنئة للمستشار عدلي منصور، بمناسبة توليه قيادة جمهورية مصر العربية خلال المرحلة الانتقالية والتاريخية وتوليه مهامه الدستورية. وتمنى أمير الكويت في برقية بعث بها، أمس، باسمه وباسم الحكومة والشعب الكويتي، من الله، أن يعين الرئيس منصور ويسدد خطاه لتحقيق آمال وتطلعات شعب مصر، وما ينشده من رفعة وازدهار وتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها جمهورية مصر العربية، معربا عن ثقته التامة بقدرة الشعب المصري وبما عرف عنه من أصالة وروح وطنية عالية، على تخطي كل العقبات والصعاب، وأن يديم الله على البلد الشقيق الأمن والاستقرار.
وأشاد أمير الكويت بالدور الإيجابي والتاريخي والبناء الذي قامت به القوات المسلحة المصرية برئاسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وحفظت من خلاله - بعد الله تعالى - أمن مصر واستقرارها، مثمنا بهذه المناسبة العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، والتطلع الدائم والمشترك لتعزيزها والدفع بها نحو كل ما فيه مصلحتهما المشتركة، وأن يحفظ المولى تعالى جمهورية مصر العربية وشعبها الكريم من كل مكروه.
كما بعث ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ببرقية تهنئة إلى المستشار عدلي منصور، رئيس جمهورية مصر العربية، ضمنها صادق تهانيه بمناسبة توليه قيادة جمهورية مصر العربية الشقيقة خلال المرحلة الانتقالية، سائلا المولى التوفيق والسداد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري الشقيق وما ينشده من رفعة وازدهار. كما بعث الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، ببرقية تهنئة مماثلة.
من جانبه، بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ببرقية تهنئة إلى المستشار عدلي منصور، أمس (الخميس)، بعد أدائه اليمين رئيسا لجمهورية مصر العربية خلال الفترة الانتقالية.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، أن الشيخ خليفة أعرب عن تمنياته له بالتوفيق والنجاح في مهمته التاريخية»، مؤكدا أن دولة الإمارات تتطلع إلى أن يتحقق للشعب المصري كل ما يصبو إليه من استقرار وازدهار.
وقال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: «لقد تابعنا بكل تقدير وارتياح، الإجماع الوطني الذي تشهده بلادكم، والذي كان له الأثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها، وتجسد حضارة مصر العريقة، وتعزز دورها العربي والدولي».
وأضاف رئيس دولة الإمارات، أن «دولة الإمارات التي تربطها بمصر علاقات أخوية وتاريخية تتطلع دائما إلى تطوير وترسيخ هذه العلاقات في جميع المجالات لما فيه مصلحة البلدين وخير شعبيهما».
وفي السياق نفسه، بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ببرقية تهنئة مماثلة للرئيس المستشار عدلي منصور.
كما توجهت دولة قطر، أميرا وحكومة، بالتهنئة للرئيس الانتقالي لمصر عدلي منصور، مؤكدة وقوفها الدائم إلى جانب إرادة الشعب المصري وخياراته.
وبعث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ببرقية تهنئة إلى المستشار عدلي منصور بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيسا للفترة الانتقالية لمصر، في حين أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية أن دولة قطر ستظل سندا وداعما لمصر لكي تبقى قائدا ورائدا في العالم العربي والإسلامي.
وأكد المصدر في تصريح نشرته وكالة الأنباء القطرية، أن «سياسة دولة قطر كانت دائما مع إرادة الشعب المصري الشقيق وخياراته بما يحقق تطلعاته نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وقد تجلى ذلك واضحا في موقفها حيال ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 ودعم مصر في المراحل الصعبة التي تلتها، وستظل قطر تحترم إرادة جمهورية مصر العربية والشعب المصري بكل مكوناته».
وأشاد المصدر بالدور الذي تضطلع به القوات المسلحة المصرية في الدفاع عن مصر وأمنها القومي، مؤكدا ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية بين جميع أبناء الشعب المصري الشقيق وتغليب مصالحه وإرادته وفقا لثوابت ثورة 25 يناير المجيدة ومكتسباتها ومن أجل تحقيق أهدافها. وأكدت دولة قطر استمرار علاقاتها الأخوية المتميزة مع مصر والعمل على تنميتها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين وشعبيهما.
وبعث السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، ببرقية تهنئة إلى المستشار عدلي منصور بمناسبة توليه منصب الرئيس المؤقت لجمهورية مصر العربية الشقيقة، متمنيا له التوفيق والسداد في تحقيق تطلعات الشعب المصري الشقيق نحو الاستقرار والمزيد من التقدم والرقي.
وهنأت البحرين من جانبها في رقية من الأمير خليفة ين سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، الرئيس المصري جاء فيها: «يسعدنا بمناسبة توليكم القيادة في جمهورية مصر العربية الشقيقة أن نبعث إلى فخامتكم بتهانينا، مقرونة بتمنياتنا القلبية لكم بالتوفيق والسداد في تحملكم لهذه المسؤولية الكبيرة التي أنتم جديرون بها بعون من الله عز وجل».
وأضاف رئيس الوزراء البحريني: «إننا إذ ندعو العلي القدير أن يعينكم على تحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري الشقيق في مزيد من الرفعة والازدهار، لنود أن نشيد بالدور القومي الكبير للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي لما استشعروه من واجب وطني كبير في هذا المنعطف التاريخي الذي مرت به مصر العزيزة».
وتمنى الأمير خليفة بن سلمان لجمهورية مصر العربية والشعب المصري الشقيق دوام العزة والاستقرار لمواصلة مسيرتها ودورها القومي والإقليمي المهم.
فريق أمني واقتصادي لوضع آليات ملاحقة استثمارات حزب الله في الخليج
قررت دول الخليج أمس تشكيل فريق يضم خبراء أمنيين واقتصاديين للتوصل للآليات المناسبة التي من شأنها التصدي لاستثمارات حزب الله اللبناني في مجلس التعاون، على أن يرفع ذلك الفريق تقريرا لوزراء الداخلية الخليجيين من أجل اعتماد تلك الآليات.
وقال هزاع الهاجري الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية في مجلس التعاون إن القرار الخليجي باتخاذ إجراءات ضد المنتسبين لحزب الله تندرج تحته تأشيرات الأفراد والأموال والشركات التجارية، مبينا أن الفريق المختص بوضع الآليات سيقر السبل المناسبة للوقوف ضد مصالح الحزب المباشرة وغير المباشرة في المنطقة.
وأشار إلى أن الأمانة العامة قدمت دعوتها لاجتماع وكلاء وزارات الداخلية الخليجية الذي تم عقده أمس في الرياض بناء على ورقة العمل التي قدمها الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير داخلية مملكة البحرين في اللقاء التشاوري الرابع عشر الذي عقده وزراء داخلية الخليج في المنامة في شهر أبريل (نيسان) الماضي إضافة إلى أنه جاء في إطار تنفيذ قرار دول المجلس لتدارس السبل والآليات الكفيلة باتخاذ الإجراءات ضد المنتسبين لحزب الله اللبناني في دول المجلس.
وعقد المسؤولون الخليجيون لقاءهم لبحث الطرق الممكنة للتعرف على المنتسبين لحزب الله وملاحقة استثماراته في الخليج، وقال اللواء خالد بن سالم العبسي وكيل وزارة الداخلية بمملكة البحرين إن قرار المجلس الوزاري الخليجي باتخاذ إجراءات ضد مصالح الحزب المرتبط آيديولوجيا بإيران على حد وصفه سواء فيما يتصل بإقاماتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية يأتي بعد التدخل السافر في سوريا وما تم اكتشافه من خلايا إرهابية تنتمي إلى الحزب في دول الخليج وضلوعه في تدريب بعض الجماعات ودعم العمليات الإرهابية إضافة لتنشيطه خلايا التجسس.
وأضاف أن بلاده تقوم حاليا بالتنسيق مع الجهات المعنية لوضع آلية متكاملة حول القرار الخليجي والعمل على كشف الخلايا المرتبطة بحزب الله ورصد تحركات أمواله، مؤكدا أن كل دولة خليجية سوف تعين ممثلين أمنيين واقتصاديين في الفريق الخليجي الموحد الذي ستكون مهمته التوصل للآليات المناسبة واتخاذ جوانب إجرائية وقانونية للتصدي لنشاطات حزب الله بالتنسيق مع البنوك المركزية ووزارات التجارة بدول المجلس.
من جهته قال الفريق أول غازي العمر وكيل وزارة الداخلية الكويتي إن أي قانون ضد مصالح حزب الله في الكويت يجب أن يمر عن طريق مجلس الأمة معتبرا أن الحزب يمثل حركة مدنية وعسكرية في لبنان، مستغربا في الوقت ذاته من دعوى الحزب بأنه اتجه إلى سوريا لحماية مقام السيدة زينب الواقع في دمشق.
البرادعي لتشكيل الحكومة ومقترحات لضم عسكريين إليها
أدى المستشار عدلي منصور اليمين القانونية أمس أمام المحكمة الدستورية العليا، ليكون رئيسا مؤقتا لمصر خلفا للرئيس السابق محمد مرسي الذي أطاح به الجيش أول من أمس تحت ضغط من ملايين المصريين. وبينما تجري على قدم وساق تهيئة قصر الاتحادية الرئاسي لاستقباله يوم غد (السبت)، قالت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إن منصور يبحث حل المجلس التشريعي الذي كان يهيمن على الأغلبية فيه نواب جماعة الإخوان. وقال منصور أثناء خروجه من مبنى المحكمة في ضاحية المعادي جنوب القاهرة أمس, إن الإخوان جزء من الشعب ومدعوون للمشاركة في بناء البلاد. ووجه منصور «تحية للشعب المصري بعد أن قام في الثلاثين من يونيو (حزيران) بتصحيح مسار ثورته المجيدة التي قامت في 25 يناير 2011». وتابع: «إن أفضل ما جرى في 30 يونيو أنه جمع كل المصريين بلا تفرقة أو تمييز».
وقالت مصادر قريبة من الدكتور محمد البرادعي، الذي يقود جبهة الإنقاذ المعارضة، إنه تلقى عرضا برئاسة حكومة يكون على رأس أولوياتها الاقتصاد والأمن، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن البرادعي لم يبت في هذا الطلب بعد، وأنه لا يريد أن يعطي لنفسه الأولوية، لكنه «ما زال يفكر في الأمر». وأضافت أن عددا من قادة الجيش والمخابرات مرشحون لتولي حقائب في هذه الحكومة.
وتقوم السلطات المصرية بملاحقة العشرات من كبار قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إنه قبض على سعد الكتاتني رئيس البرلمان السابق، ومحمد رشاد بيومي نائب المرشد العام للجماعة، ومهدي عاكف المرشد السابق، لأنهم متهمون في عدة قضايا من بينها مقتل 8 وإصابة العشرات في مظاهرة لمناوئين للجماعة قبل أيام أمام مكتب إرشاد الإخوان. |
وأوضحت مصادر أمنية بالوزارة أنه تجري أيضا ملاحقة المرشد محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وكل من محمد البلتاجي وعصام العريان وصفوت حجازي وحازم أبو إسماعيل، في تهم مختلفة تتعلق بإهانة الجيش والقضاء. وقالت: «يبلغ عدد المطلوبين من قادة الإخوان أكثر من 300 حتى الآن».
في غضون ذلك، نفت القوات المسلحة وجود أية انقسامات في صفوف الجيش، بعد أن ترددت أنباء غير مؤكدة عن أن بعض القادة غاضبون من إجراءات عزل مرسي، الذي ما زال بعض أنصاره يعتصمون في ميدان رابعة العدوية بالعاصمة. وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن «أي كلام عن انقسامات في الجيش غير صحيح ومحض افتراء». كما أكد اللواء أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، وحدة الجيش بجميع فصائله و«أن القوات المسلحة على قلب رجل واحد»، لحماية الشعب.
انتقد تدخل «النهضة» في القضاء وتعنتها في صياغة الدستور
انتقد تدخل «النهضة» في القضاء وتعنتها في صياغة الدستور
تونس: «الشرق الأوسط»
دعا حزب «نداء تونس» المعارض، الذي يرأسه رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي، أمس، إلى رحيل الحكومة التونسية التي يرأسها حزب النهضة الإسلامي، وذلك غداة الانقلاب في مصر الذي أزاح الرئيس محمد مرسي القادم من جماعة الإخوان المسلمين.وطالب الحزب بـ«حل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مكوّنة من كفاءات وطنيّة». واعتبر في بيان عقب اجتماع مكتبه التنفيذي أمس أن الوضع في تونس يتسم «بغياب الشرعية الانتخابية التوافقية» و«تعنت حركة النهضة وحلفائها في عملية صياغة الدستور» و«اختراق مؤسسات الدولة بالموالين على حساب الكفاءات» و«التدخل في القضاء وتوظيفه ضد الخصوم» و«التشجيع على العنف».
وأضاف البيان أن «قيادة حركة نداء تونس تؤكد على انحيازها التام لإرادة الشعب التونسي وشبابه، وتعلن أن الوقت قد حان لإعادة النظر في مسار الانتقال الديمقراطي برمته». وأشار «نداء تونس» إلى أن موقفه من الحكومة جاء بعد «تدارس الأوضاع الراهنة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي»، دون الإشارة صراحة إلى الوضع في مصر.
ويعتبر الباجي قائد السبسي وحزبه نداء تونس «العدو اللدود» لحزب النهضة الإسلامي، رغم أن الانتخابات التي فاز بها النهضة في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 نظمت حين كان رئيسا للوزراء. وقائد السبسي (86 عاما) الذي تولى الكثير من المناصب في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1956 - 1987) والرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987 - 2011)، يعتبر من معارضي «النهضة» التي تراه ممثلا للنظام السابق ويجب إبعاده من الحياة السياسية.
ولا يملك الحزب المعارض الذي تشكل قبل أشهر قليلة إلا بضعة نواب في المجلس التأسيسي انضموا إليه بعد انشقاقهم عن أحزاب أخرى. لكن بعض استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام المحلية تعتبره المنافس الرئيس للنهضة.
وبعد عامين ونصف العام من «ثورة الحرية والكرامة» في تونس لا تزال البلاد تسعى إلى استقرارها الأمني والسياسي، وسط تعثر المجلس الوطني التأسيسي (أعلى سلطة في البلاد) في التوصل إلى توافق على مشروع دستور جديد للبلاد.
دعا حزب «نداء تونس» المعارض، الذي يرأسه رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي، أمس، إلى رحيل الحكومة التونسية التي يرأسها حزب النهضة الإسلامي، وذلك غداة الانقلاب في مصر الذي أزاح الرئيس محمد مرسي القادم من جماعة الإخوان المسلمين.وطالب الحزب بـ«حل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مكوّنة من كفاءات وطنيّة». واعتبر في بيان عقب اجتماع مكتبه التنفيذي أمس أن الوضع في تونس يتسم «بغياب الشرعية الانتخابية التوافقية» و«تعنت حركة النهضة وحلفائها في عملية صياغة الدستور» و«اختراق مؤسسات الدولة بالموالين على حساب الكفاءات» و«التدخل في القضاء وتوظيفه ضد الخصوم» و«التشجيع على العنف».
وأضاف البيان أن «قيادة حركة نداء تونس تؤكد على انحيازها التام لإرادة الشعب التونسي وشبابه، وتعلن أن الوقت قد حان لإعادة النظر في مسار الانتقال الديمقراطي برمته». وأشار «نداء تونس» إلى أن موقفه من الحكومة جاء بعد «تدارس الأوضاع الراهنة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي»، دون الإشارة صراحة إلى الوضع في مصر.
ويعتبر الباجي قائد السبسي وحزبه نداء تونس «العدو اللدود» لحزب النهضة الإسلامي، رغم أن الانتخابات التي فاز بها النهضة في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 نظمت حين كان رئيسا للوزراء. وقائد السبسي (86 عاما) الذي تولى الكثير من المناصب في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1956 - 1987) والرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987 - 2011)، يعتبر من معارضي «النهضة» التي تراه ممثلا للنظام السابق ويجب إبعاده من الحياة السياسية.
ولا يملك الحزب المعارض الذي تشكل قبل أشهر قليلة إلا بضعة نواب في المجلس التأسيسي انضموا إليه بعد انشقاقهم عن أحزاب أخرى. لكن بعض استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام المحلية تعتبره المنافس الرئيس للنهضة.
وبعد عامين ونصف العام من «ثورة الحرية والكرامة» في تونس لا تزال البلاد تسعى إلى استقرارها الأمني والسياسي، وسط تعثر المجلس الوطني التأسيسي (أعلى سلطة في البلاد) في التوصل إلى توافق على مشروع دستور جديد للبلاد.
«البرادعي»: أرفض اعتقال أي شخص دون اتهام.. وتدخل الجيش «الخيار الأقل ألما»
كشف الدكتور محمد البرادعي المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني، مساء الخميس، أنه عمل بجد لإقناع القوى الغربية بضرورة الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي بالقوة، معتبرًا أن مرسي فشل في عملية تحول البلاد إلى الديمقراطية الشاملة.
وقال البرادعي، في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه تحدث هاتفيًا يوم الأربعاء، مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، لإقناعهما بضرورة الإطاحة بمرسي؛ لكي تبدأ عملية التحول إلى نموذج ديمقراطي للحكم في مصر.
واعتبر البرادعي، أن التدخل العسكري كان "الخيار الأقل ألمًا"، مؤكدًا أن البلاد لم تكن لتنتظر أسبوعا آخر.
ودافع البرادعي، عن الاعتقالات الواسعة التي شملت حلفاء جماعة الإخوان، بجانب إغلاق بعض القنوات الفضائية الاسلامية، قائلاً إن مسؤولي الأمن أبلغوه بأن تلك القنوات كانت تحرض على الانتقام والقتل والتحريض، مضيفًا أن بعض المحطات التي تمت مداهمتها كانت تحتوي على أسلحة.
وأضاف: "إن رجال الأمن يتخذون التدابير الاحترازية لتجنب العنف، وأعتقد أن هذا الأمر عليهم القيام به كإجراء أمني"، لكنه طالب بعدم توقيف أو اعتقال أي شخص ما لم يكن هناك اتهام واضح يتم التحقيق فيه من قبل النائب العام والتسوية بشأنه في المحكمة.
وأوضح البرادعي، "أن تكون عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين ليس جريمة"، لكنه أصر على أن المسؤولين العسكريين أبلغوه بأنه عندما اعتقل مرسي، أمس، تمت معاملته بـ"كرامة واحترام".
وأصر البرادعي، على أن مؤيدي التدخل العسكري كانوا يرسلون رسالة للمصالحة والتقارب بين الجميع، مؤكدًا أنه يجب الترحيب بعودة جماعة الإخوان إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية والعملية السياسية.
وزير الخارجية المصري ينفي لكيري حدوث انقلاب عسكري
محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري
القاهرة – رويترز
قال القائم بأعمال وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، إنه "أكد لنظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي، الخميس، أن الإطاحة بالرئيس محمد مرسي لم تكن انقلابا عسكريا".
وأضاف، عمرو الذي قدم استقالته، الثلاثاء، ولكن ما يزال قائماً بأعمال وزير الخارجية إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة، أن "الجانب الأميركي شريكا استراتيجيا لمصر، ورفاهية مصر مهمة لهم، وأتمنى أن يقرأوا الوضع بالطريقة الصحيحة. هذا ليس انقلابا عسكريا بأي حال، كانت تلك فعلا إرادة الشعب".
وأوضح عمرو أن كيري أكد له أن مصر حليف استراتيجي وأن استقرارها مهم، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي تساءل عن الأوضاع المتصلة بحقوق الإنسان، وأنه أبلغه أن السلطات المصرية لن تتخذ أي إجراءات انتقامية ضد مرسي ولا جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
وأفاد عمرو، في مقابلة أجريت معه بمكتبه في وزارة الخارجية، أنه أطلع، الخميس، العديد من السفراء في القاهرة على الأوضاع، كما تحدث هاتفياً مع أكثر من 12 وزير خارجية، وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة.
وأضاف، عمرو الذي قدم استقالته، الثلاثاء، ولكن ما يزال قائماً بأعمال وزير الخارجية إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة، أن "الجانب الأميركي شريكا استراتيجيا لمصر، ورفاهية مصر مهمة لهم، وأتمنى أن يقرأوا الوضع بالطريقة الصحيحة. هذا ليس انقلابا عسكريا بأي حال، كانت تلك فعلا إرادة الشعب".
وأوضح عمرو أن كيري أكد له أن مصر حليف استراتيجي وأن استقرارها مهم، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي تساءل عن الأوضاع المتصلة بحقوق الإنسان، وأنه أبلغه أن السلطات المصرية لن تتخذ أي إجراءات انتقامية ضد مرسي ولا جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
وأفاد عمرو، في مقابلة أجريت معه بمكتبه في وزارة الخارجية، أنه أطلع، الخميس، العديد من السفراء في القاهرة على الأوضاع، كما تحدث هاتفياً مع أكثر من 12 وزير خارجية، وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)